الأحد، 22 مايو 2011


في الطريق الى معية الله ..... هناك خطوات كثيرة  احببت ان ابدأها بالحديث القدسي
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب الى عبدي بشيء احب مما افترضت عليه و ما يزال)
عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته)
المحدث : ابو هريره – صحيح البحاري – صحيح

فان اول خطوة تحصل بها على معية الله هي ان تتقرب الى الله  باحب الاشياء اليه و هي الفرائض التي فرضها عليك سواء كانت فرائض قلبية  مثل الاخلاص و التوكل و المحبة و الخوف و الرجاء و التقوى او جسدية سواء كانت  تلك الفرائض الجسدية هي فرائض ركنية وهي شهادة ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله و اقامة الصلاة و اتاء الزكاه و الحج و صوم رمضان او غير  ركنية  كغض البصر  و كف الاذى و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و كالحجاب للنساء فاذا كانت تلك الفرائض  قد افترضها الله  علينا و سيعاقب من يتركها عقابا شديدا الا انه يجزي على فاعلها  بالخير الكثير و هي القربى  و الموالاة
اما الخطوة الثانية فهي النوافل و التى لم  يجعل الله لتركها عقاب و لكن بفعل العبد تلك النوافل كرواتب الصلاة  وصيام الاثنين و الخميس و متابعة العمرة بعد العمرة  فانه يحصل على الكنز الكبير و هو حب الله ليفسر لنا الله كيف يحب الاله العبد فهو يكون سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و رجله التي يمشي بها و قد وعد الله هؤلاء الذي يحبهم بانهم لو سالوه ليعطيهم و لو استعاذوا به من شر الشيطان  و الناس سيعيذهم  بل و يكره الله مساءة هذا العبد ....انظر الى معنى المعية و الموالاة و الحب....  فالله ولي الذين امنوا  و من عادى اولياؤه فانها الحرب و هي ليست حرب عادية انها حرب الرب الخالق الرازق  ضد عبده الضعيف الذي ليس له حول و لا قوة الا بذلك الرب
نستكمل خطا ذلك  الطريق الى  تلك المعية مع  الاية  الكريمه
(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )128 سورة النحل
 نجد  ان الله يهبها  لمن لديهم صفتين هما من اعظم صفات المؤمن ...صفة التقوى و صفة الاحسان 
فالتقوى لم اجد لها تعريفا خيرا مما قاله سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه ( التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل )
و نرى معية الله في التقوى في 3 ايات من سورة الطلاق .. و هي
  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4)
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5
و على الرغم ان هذه الايات كانت في سياق ايات الطلاق الا ان اسلوبها الخبري يدل على تقرير تلك القواعد  فمعية الله للذين اتقوا  تتجسد في اخراج العبد من المآزق المختلفه التي يقع فيها بسبب تقواه و ليس هذا فحسب بل يرزقه ايضا من جهة لم يدر لها بالا و تتجسد ايضا في تيسير امر المتقين فلا يجعل حياتهم صعبه مريرة كما للاخرين على ما لهم من قوة و اموال و بسطه في الرزق و النفوذ و السلطان و تتجسد اخيرا  في تكفيره تلك السيئات الصغيرة التي يقع فيها كبشر  يخطيء و يصيب و يعظم له اجر افعال حسنة و صغيرة كما تتجسد هذه المعية ايضا في اية (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجعله كريما بين الناس على ضعفه و فقره
اما الصفة الاخرى و هي الاحسان .....فقد كتب الله الاحسان على كل شيء  كما في الحديث الشريف فقد كتبه في العباده كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجبريل عليه السلام عندما ساله عن الاحسان فقال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك و هو مايسمى بمراقبة الاعمال و تلك المراقبة هي التي تمنعك من المعصية اذا اقدمت عليها و هي من تقوى القلوب ....و في هذه الايات ذكر المتقين و المحسنين في العباده وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)
فكان احسانهم  في الانفاق فهم ينفقون في السراء و الضراء و كان احسانهم في الاخلاق يكظمون الغيظ و يعفوا عنهم بل و يحسنوا اليهم و كان احسانهم عند الخطأ ...قبله و بعده فهم يذكرون الله قبل المعصية فلا يفعلونها او بعدها فيستغفروا الله و لا يصروا عليها كما ان
الاحسان ايضا في العمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه)
خطوة اخرى نسيرها مع معية الله و نعرفها من الاية الاتيه

وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ  46 سورة الانفال
فخطوة الصبر هي من اهم خطا نحو معية الله....و لقد نفى الله عن الصابرين  الخسرانإِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)  و معية الله في الصبر دائما معية نصر و تمكين و دائما ما يصاحبالصبر البشرى بالنصر
فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) سورة البقرة
الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) سورة الانفال
هكذا فان الله مع الفرد الصابر ينصره و يؤازره ؛ فعدو هذا الذي في معية الله و ولايته هو عدو لله ايضا يعلن الله الحرب عليه   و يقوي الفئة المؤمنة الصابرة  حتى يصبح المئة بمئتين من اعداءهم.
خطوة من خطوات المعية ايضا ...هي الجماعه...فاخوة الاسلام تمنح المتآخين معية الله فكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يد الله مع الجماعه)صحيح
انظر الى اخوة الاسلام و اثرها في الدنيا و الاخره من تلك المعية فيد الله التي خلق بها الانسان و التي يطوي بها السموات يوم القيامه  تكون مع تلك الاخوة الايمانية ......و انظر الى ذلك الحديث ...من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرةوالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة . وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده . ومن بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه .  ) فالتيسيير و الستر و العون و السكينه و الرحمه و ذكر الله لنا فيمن عنده و الجنه هي من صميم معية الله للعباد ....هناك خطوات كثيرة الى تلك المعية المنشوده سنذكرها ان شاء الله في مقالات قادمه