الأربعاء، 5 أكتوبر 2011


مقتضيات النصر من  سورة الانفال
1-    صفات المؤمنين محل النصر من الله
-          الصفات الايمانية في بداية السورة ..
( انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله و جلت قلوبهم  و  اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا و على ربهم يتوكلون 2 الذين يقيمون الصلاه و مما رزقناهم ينفقون 3 اولئك هم المؤمنون حقا  لهم درجات عند    ربهم و مغفرة و رزق كريم4 )
-          صفات لها علاقة بالجهاد ... 
( و الذين ءامنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله  و الذين ءاووا و نصروا اولئك هم المؤمنون حقا  لهم مغفرة و رزق كريم74 )
و صفات  المؤمنين كثيرة و في ايات كثيرة و سور متفرقه  لكن تواجد تلك الايات خصيصا  في سورة الانفال هو ما جعلني استنبط ان هؤلاء هم المؤمنون حقا المستحقون للنصر.

 فمن صلاح القلب بذكر الله  و تاثره باسماء الله و صفاته بمجرد ذكر الله و خوفه من صفات الجلال و العظمه له و ايناسه بصفات الجمال فلا خوف و لا رجاء الا من و الى الله  ، الى تثبيت الايمان بتلاوة القران و تدبر معانيه، و انعكاس ذلك في سلوك الشخص بخروج الدنيا كلية من قلبه فاصبح يتوكل على الله حق توكله مع اخذ باسباب الحياة دون توكل عليها .

 لذلك فالاية تتحدث عن هؤلاء الاشخاص الذين يتعلمون اصول الايمان و التوحيد  ثم يتعلمون القران ثم يظهر لذك اثرعليهم و هم لا يكتفون بتلك العبادات القلبية من خوف ورجاء و توكل انما يفعلون ما يؤمرون به من اقامة الصلاة و الانفاق مما رزقهم الله.
 اما الايات الاخرى  ففيها معنيان مهمان هما:
 الهجرة :  و هي الهجرة من دار الكفر الى دار الايمان  ، حتى يتمكن من الفرار بدينه  و حتى لا يتعين عليه فعل ما على المواطن الكافر اذا  ما اقيمت الحرب بين الدارين لان الصدام بين الحق و الباطل واقع لا محاله 
 و المعنى الاخر هو الجهاد لذلك فان تاخير الجهاد او تعطيله هو ظلم لكل مسلمي العصر الحديث  ،
وهناك  معنيان آخران  هما ايواء و نصرة المؤمنين في كل انحاء الارض و هي تخصيص بعد تعميم للاهمية و التوكيد على المعنى.
2- حتى يتمكن المؤمنون من الجهاد
و حتى يتمكن المؤمنون من الجهاد فان سورة الانفال فيها من الاوامر التي لابد من فعلها اولا ..
1-تغيير الذات حتى نصبح هؤلاء المؤمنين حقا مستحقي النصر (ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم و ان الله سميع عليم 53)
2- اعداد الذات و المجتمع و اعداد العتاد و السلاح  حتى نصبح قادرين  على القتال (و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و اخرين من دونهم لا تعلمونهم  الله يعلمهم و ما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم و انتم لا تظلمون 60 )
3- الدور الاعلامي والتعليمي و الدعوي في التحريض  على الجهاد و بيان قدره و ازالة تلك الرواسب التى وضعها الاعلام و التعليم داخلنا و وضعه لقيم ليست بقيم الاسلام حول قيمة الجهاد و معنى الشهاده  (يا ايها النبي حرض للمؤمنين على القتال ) من الاية65
4- ايضا الايمان بضرورة وجود توازن في القوى مع من تحاربه  (الان خفف الله عنكم و علم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين و ان يكن منهم الف يغلبوا الفين باذن الله و الله مع الصابرين 66)
5- الاتحاد بين المسلمين على اساس عقدي  ليس لشيء اخر  (و اطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا ان الله مع الصابرين46  )( و الف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا مالفت بين قلوبهم و لكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم 63 يا ايها النبي حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين 64 )

 3-حتى يتمكن المؤمنون من الانتصار
1-  ( يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا  فلا تولوهم الادبار  15 ) و هنا معنى الثبات على الحق و الثبات في ارض ااالمعركه  ال
المعركه لأنه قد خلقت السموات و الارض و ما بينهما بالحق و هذا الدين هو الحق فاذا هرب و زاغ اهل الحق عن معركتهم الاساسية ضد الباطل و اهله  لم يعد للسموات و الارض قيمه بدون ذلك الحق المبين و تنتقل الارض التي نعيش فيها من تقتيل للارواح الى فساد في الذمم الى سيادة الشهوات و الاهواء على الانسان حتى يصبح كالانعام ليس له من الدنيا الا بطنه و فرجه .
2- ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه و انتم تسمعون 20)  و يقصد هنا السمع و الطاعة للنبي كرسول لله او النبي كقائد معركه ..هكذا فان مقام الجندية في الاسلام  هو احد مقتضيات النصر فالسمع و الطاعه فيما احل الله فقط  يجعل القائد هو المسئول كل المسئوليه عن أمر القتال  بينما اذا تعدد القاده تعددت المسئوليات كل منهم يحمل المسئولية للآخر
3- ( يا ايها الين امنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا ان الله يحول بين المرء و قلبه و انه اليه تحشرون24 ) هكذا الاستجابه لنداءات الله  للذين آمنوا في القرآن  هي حياة المؤمن ..لذلك كان القرآن حياه و كان البيت الذي
 لا يقرأ فيه القرآن كالقبر ...هذا هو نظر المؤمن للقرآن بدونه يكون كالميت الذي لا حياة له  و كذلك الاستجابه لتعاليم الرسول صلى الله عليه و سلم  فهي حياة المؤمن و بدون السنه يصبح الشخص سقيم الفهم مبتدع يحاول ان يرضي الله بأمور لا يرضاها  الله  ويصبح الشخص و يمسي متتبعاً اهوائه  و شهواته و افكاره السقيمه و قيمه المحدثه  و كل ذلك سراب بقيعة .
و على المؤمن ان يعرف ان حب الله لابد ان يعلو عن اي حب و ان الشخص الذي يدخل الاسلام و يطمئن اليه يعلم ان محبة الله ستقع دائما في اشتباك مع حب الشهوات و حب الدنيا  و لن تخرج منها منتصرةً الا بالاتباع لكلام الله و سنة النبي صلى الله عليه و سلم و تلك المحبه هي الباقيه لان المصير الى الله وحده .
4- (يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله و الرسول  و تخونوا اماناتكم و انتم تعلمون 27) و الابتعاد عن اوامر الله  و الرسول و الوقع في نواهيهما هي خيانه لهما و خيانة للامانه التي حملها الانسان و قدأبت السموات و الارض ان يحملنها  و هي امانة الاختيار لا الاجبار .....و كذلك الامانه قد تكون أن يوسد الامر لاهله و ان يكون كل شخص  على قدر المسئولية التي وضع فيها  كالطبيب الذي لا بد أن يذاكر و يتعلم و يتمرن من اجل ان يكون اهلا لتلك المهمه كذلك المعلم و المهندس و الجندي فتلك الامانه يحاسبنا الله عليها حسابا شديداً

5- ( يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم  فرقانا و يكفر عنكم سيئاتكم  و يغفر لكم و الله ذو الفضل العظيم 29) و تقوى الله لها أثر كبير في الحياة الدنيا بأن يجعل الله بها فرقانا بين الحق وا لباطل  و بين الصحو الخطأ فيصبح الانسان التقي  و لديه بصيره و فراسة و تلك من فضل الله عليه أما الاثر في الاخره فهو تكفير السيئات و غفران الذنوب و ذلك ايضاً فضل من الله و نعمه
6-( يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون45 )

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

معنى السعادة ...الشيخ يوسف القرضاوي


أمـل إليـه هفت قلـوب النـاس في الـزمن التـليـد


أمـل.. له غـور القـديـم كـما له سـحر الجـديـد


أمـل.. إليـه سعـى الملوك كـما إليـه رنـا العبيـد


وتزاحمـوا كالهيـم يـدفـعها الصـدى عند الـورود


وتـساءلـوا عنه، ولكن من يجـيـب؟ ومـن يفيـد؟



فمـشـرق.. ومـغـرب وكلاهما يـرجـو البـعيـد

عـادوا وكـل سـؤالهم أيـن السـعـادة والسـعيـد؟



وتخـالفـوا، ولكـل قـوم وجهـة، ولـهم عمـيــد


                              السعادة في الغنى



قـالوا: السعادة فـي الغنـى فأخو الثـراء هو السعيـد


الأصـفـر الـرنـان في كفـيـه يلـوي كل جـيـد


يرمـي به شـركـاً يصيـد من الرغائـب ما يصيـد



وبـه يـديـن له الـعصي وقد يـليـن لـه الحـديـد

فـإذا أراد… فـكـل مـا في هـذه الـدنيـا يـريـد


وإذا تـمنـى الشـيء جاء كما تـمنـى… أو يـزيـد


والنـاس خلـف ركابـه يـمشون فـي حضـر وبيـد



يـعنـو لــه رب القنـا وتـهـيـم ربــات القدود 



قلت: الغنـى في النـفس وهو لعمرك العيـش الرغيـد


كـم عائـل راض، وكـم مثـر على بـؤس قـعـيـد


فيـقيـم في هم الطريـف وفي الحـفـاظ على التليـد


ويـذوب فـي أطمـاعـه هـي نـاره وهـو الوقـود


فهـو الشقــي بوهمـه وبـحرصه العانـي الكـدود


وهـو الفقيـر وإن بـدا فـي مـال قـارون العـديـد


يعـدو هـنا وهـناك فـي شـغل، كطـواف البـريـد


يبـغي المئـات، فأن وفت يبـغ الألـوف من النقـود


جـشـع به كـجـهـنـم يـشكو: ألا هل من مزيـد؟


أمـا الألـى حول الركـاب فهـم لشهـوتهـم عبـيـد


تـخـذوه صيـدا، والغبـي يظـن أنهـم المـصـيـد


ويــل لـه ويــل إذا عثـرت بـه قـدم الـجـدود


ستـراه كالقبـر الكئـيـب وكـان كالصـرح المشيـد


قـد عـافـه الخـل الـودود كـأنــه نـتـن ودود


أمسـى نذيـر الشـؤم وهو الأمس كان بشيـر عيـد


أمسـى ينقـر كالعـويـل وكـان يطـرب كالنـشيـد


أفبـعـد ذاك تـظـن أن أخـاء الثراء هو السـعيـد؟

                                   السعاده في النفوذ




قـالوا: السعادة فـي النـفوذ وسلطـة الجـاه العتيـد


مـن كالأميـر وكالوزيـر وكالمـديـر وكـالعميــد؟


يرنـو إلـى مـن دونـه فيـسابـقون لمـا يـريـد


وإذا رأى رأيـاً فـذلك وحـده الـرأي الـرشـيــد


كـل يسـارع في هـواه وعـن رضـاه لا يـحـيـد






قلت: اطرحـوا هذي المظاهر واسمعـوا بيت القصيـد



فأخـو النـفـوذ بجاهـه يشقى وإن سحـب البـرود


ماعـاش يحـرص أن يـدوم له النفـوذ ويستـزيـد

متـمـلقـاً مـن فـوقـه طمـع المثـوبـة والمزيـد


ومخـافـة أن يسـقط الكـرسـي يـومـاً أو يـمـي



متـرضيـاً مـن دونــه بـعطـائـه أو بالـوعـود


يـبـغي رضـا كل الـورى ورضاهمـو شيء بعيـد

فتـراه يـبـسـم للبـغيـض كأنـه الحـب الـودود



وتـراه يـمتـدح الغبـي كأنـه الفـطـن الرشيــد

فاعجب لأزيـاء الملـوك وتـحتـها نـفس العبـيـد



لا يـخدعنـك ثـلـة حـاطـوا بـه مثـل الجـنـود

أبصرهمو -إن شئت- حين يجيء بالـعـزل البـريـد


تـجـد النـفوذ هـوى كما تـهوي وتنـفرط العقـود



ذهـب البـطانة واختفى الـزوار، وانـفض الحشـود


قـد كـان سـوق منـىً وكانـوا هم كتـجار اليـهود

وافــوه يـوم نـفـاقـه وجـفـوه أيـام الـركـود



وإذا رأوه دعــوا: ألا بـعداً كـما بـعـدت ثــمود


أفـبـعد ذاك تـظـن أن أخـاً النـفوذ هـو السعيـد؟


                              السعاده في الغرام

قالوا: السعادة في الـغرام الحلو… في خصـر وجيـد


في نرجس العيـن الضحوك وفي الورود على الخـدود



في ليـلة قـمراء ليس بها سـوى الشـهب الشـهود

فيـها التـناجي يـستـطاب كـأنـه وتــر وعـود






قـلـت: الغـرام خـرافـة كبـرى وأحـلام شـرود



هـو فـكـرة بـلهاء أو نـزعـات شيـطان مـريـد


هـو شغـل قـلـب فـارغ فـقـد التـطلع للصعـود

وهو الضنـى، وهو الدمـوع، وشقوة القلـب العميـد



ما أضيـع الأعمار تـقضى في الهيـام، وفي السهـود


في حـب غانـيـة لعـوب في أمـانـي، في وعـود


الحـب حـب الأم والأب والحـلـيـلـة والـولـيـد

حـب المعانـي والحقائـق لا القـدود، ولا النـهـود



حـب يـدوم مـع الـزمـان فلا خـداع ولا كـنـود

فـدع التـي تـهواك حيث تـراك كالزهر النضـيـد


فـإذا تـغيـر دهــرك الـدوار غيـرها الصــدود


وإذا رأت مع غيـرك الـدنـيا مشـت تـحت البنـود


أفـبـعد ذاك تـظن عبـد الغانـيـات هـو السعيـد؟



                        السعاده في الخمول و السكون



قالوا السعادة في السكون وفي الخمـول وفي الخمـود

في العيـش بيـن الأهـل لا عيـش المهــــاجر والطريـد

فـــي لـقمـــة تـأتـــي إليـك بغيـر ماجـــهـد جـهـيــــد

فـــي المــشي خلف الركب في دعـة وفي خطـو وئـيـد

فــي أن تـقـــول كمـــا يقـال فـلا اعتـراض ولا ردود

فــي أن تـسيـر مع القطيـــع وأن تـقـــاد ولا تـقـــود

فــي أن تـصيـــح لكل والٍ عــاش عـهــدكـم المـجـيـد

فــي أن تـعيــش كما يـراد ولا تــعيـش كمـــا تـــريـد





‍قـلت: الحيـــاة هي التـحرك لا السكــــون ولا الهمـود

وهــي التـفــاعل والتـطـــور لا التـــحجـر والجـمـــود

وهــي الجـهـــاد، وهل يجـــاهـــد من تـعلق بـالقـعــود

وهــي الشعــور بالانـتـصــار ولا انـتـصار بلا جـهــود

وهــي التـلـــذذ بالمتــــاعـب لا التـلـــذذ بـــالـرقـــود

هــي أن تـــذود عـــن الحـيــاض، وأي حـر لا يـذود؟

هــي أن تــحـس بأن كـــأس الـــذل من مـــاء صـديـد

هــي أن تـعيــش خليـــفة في الأرض شأنـك أن تـسود

هــي أن تـخــط مصيــر نفسك في التـهام وفي النـجود

وتـقــول : لا، وبمــلء فـيـــك لكـــل جـبـــار عنيد

هـذي الـحيــــاة وشــأنـهـا مــن عـهـد آدم والجــــدود

فـــإذا ركـنـــت إلــى السـكــون فـلذ بسكـــان اللحـــود

أفبـعـد ذاك تـظن أن… أخـــا الـخمـــول هـو السعيـــد؟


                                السعادة في الايمان

قل للذي يبغي السعادة : هل علمت من السعيد ؟!!


ان السعادة : أن تعيش لفكرة الحق التليد


لعقيدة كبرى تحل قضية الكون العتيد


وتجيب عما يسأل الحيران في وعي رشيد


من أين جئت؟ وأين أذهب ؟ لم خلقت ؟ وهل أعود ؟


فتشيع في النفس اليقين وتطرد الشك العنيد


وتعلم الفكر السوي وتصنع الخلق الحميد


تعطي حياتك قيمة رب الحياة بها يشيد


ليظل طرفك رانيا في الأفق للهدف البعيد


فتـعيـش في الدنيا لأخـرى لا تـزول ولا تـبـيـد


وتـمد أرضـك بـالسمـاء وبالمـلائـكة الـشهـود


وتـريـك وجـه الله فـي مـرآة نـفـسك والوجـود

هذي العقيدة للسعيد هي الأساس هي العمود


عرف المراد من الحياة فلم يعش عيش الشريد


وتفاعلا : هو والحياة يفيدها وله تفيد


فاذا استفاد المال فهو لخير أمته رصيد 


والجاه عدته لنفع الناس من بيض وسود


فيعيش من ايمانه في عالم نائي الحدود


ويعيش من أخلاقه في عالم الخير المديد


حلو الشمائل في حياء الزهر , في طهر الوليد


في رقة الماء النمير وبهجة الفجر الجديد


هو في الرخاء وفي الشدائد للجميع أخ ودود


لا الفقر يذهله , ولا الاثراء ينسيه العهود


لا حامل حقدا , فما أشقى الحياة مع الحقود


متبسما , والدهر غضبان يزمجر بالوعيد


هو كالشعاع المستقيم فلا يضل ولا يحيد


هو ناصع , لا يختفي خلف الستائر والسدود


للناس أرباب , ولكن ربه رب وحيد


لا ينحني الا له عند الركوع أو السجود


آماله تنمو على الأحداث كالروض المجود


ويمدها ايمانه الدفاق كالدم في الوريد


هذا لعمري شأن ذي الايمان أو شأن السعيد


لاحزن لاندم على أمس , فأمس لايعود



لا خوف من غده , فخوف غد ظنون لا تفيد



الثلاثاء، 7 يونيو 2011

الحرية...احمد مطر


أخبرنا أستاذي يوما عن شيء يدعى الحرية 
فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية 
ما هذا اللفظ وما تعنى وأية شيء حرية 
هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية 
أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية 
فأجاب معلمنا حزنا وانساب الدمع بعفوية 
قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية 
أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية 
لا تملك سيفا أو قلما لا تحمل فكرا وهوية 
وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفردية 
فنذرت لئن أحياني الله وكانت بالعمر بقية 
لأجوب الأرض بأكملها بحثا عن معنى الحرية 
وقصدت نوادي أمتنا أسألهم أين الحرية 
فتواروا عن بصري هلعا وكأن قنابل ذرية 
ستفجر فوق رؤوسهم وتبيد جميع البشرية 
وأتى رجل يسعى وجلا وحكا همسا وبسرية 
لا تسأل عن هذا أبدا أحرف كلماتك شوكية 
هذا رجس هذا شرك في دين دعاة الوطنية 
إرحل فتراب مدينتنا يحوى أذانا مخفية 
تسمع ما لا يحكى أبدا وترى قصصا بوليسية 
ويكون المجرم حضرتكم والخائن حامي الشرعية 
ويلفق حولك تدبير لإطاحة نظم ثورية 
وببيع روابي بلدتنا يوم الحرب التحريرية 
وبأشياء لا تعرفها وخيانات للقومية 
وتساق إلى ساحات الموت عميلا للصهيونية 
واختتم النصح بقولته وبلهجته التحذيرية 
لم أسمع شيئا لم أركم ما كنا نذكر حرية 
هل تفهم؟ عندي أطفال كفراخ الطير البرية 
وذهبت إلى شيخ الإفتاء لأسأله ما الحرية 
فتنحنح يصلح جبته وأدار أداة مخفية 
وتأمل في نظارته ورمى بلحاظ نارية 
واعتدل الشيخ بجلسته وهذى باللغة الغجرية 
اسمع يا ولدي معناها وافهم أشكال الحرية 
ما يمنح مولانا يوما بقرارات جمهورية 
أو تأتي مكرمة عليا في خطب العرش الملكية 
والسير بضوء فتاوانا والأحكام القانونية 
ليست حقا ليست ملكا فأصول الأمر عبودية 
وكلامك فيه مغالطة وبه رائحة كفرية 
هل تحمل فكر أزارقة؟ أم تنحو نحو حرورية 
يبدو لي أنك موتور لا تفهم معنى الشرعية 
واحذر من أن تعمل عقلا بالأفكار الشيطانية 
واسمع إذ يلقي مولانا خطبا كبرى تاريخية 
هي نور الدرب ومنهجه وهي الأهداف الشعبية 
ما عرف الباطل في القول أو في فعل أو نظرية 
من خالف مولانا سفها فنهايته مأساوية 
لو يأخذ مالك أجمعه أو يسبي كل الذرية 
أو يجلد ظهرك تسلية وهوايات ترفيهية 
أو يصلبنا ويقدمنا قربانا للماسونية 
فله ما أبقى أو أعطى لا يسأل عن أي قضية 
ذات السلطان مقدسة فيها نفحات علوية 
قد قرر هذا يا ولدي في فقرات دستورية 
لا تصغي يوما يا ولدي لجماعات إرهابية 
لا علم لديهم لا فهما لقضايا العصر الفقهية 
يفتون كما أفتى قوم من سبع قرون زمنية 
تبعوا أقوال أئمتهم من أحمد لابن الجوزية 
أغرى فيهم بل ضللهم سيدهم وابن التيمية 
ونسوا أن الدنيا تجري لا تبقى فيها الرجعية 
والفقه يدور مع الأزمان كمجموعتنا الشمسية 
وزمان القوم مليكهم فله منا ألف تحية 
وكلامك معنا يا ولدي أسمى درجات الحرية 
فخرجت وعندي غثيان وصداع الحمى التيفية 
وسألت النفس أشيخ هو؟ أم من أتباع البوذية؟ 
أو سيخي أو وثني من بعض الملل الهندية 
أو قس يلبس صلبانا أم من أبناء يهودية 
ونظرت ورائي كي أقرأ لافتة الدار المحمية 
كتبت بحروف بارزة وبألوان فسفورية 
هيئات الفتوى والعلما وشيوخ النظم الأرضية 
من مملكة ودويلات وحكومات جمهورية 
هل نحن نعيش زمان التيه وذل نكوص ودنية 
تهنا لما ما جاهدنا ونسينا طعم الحرية 
وتركنا طريق رسول الله لسنن الأمم السبأية 
قلنا لما أن نادونا لجهاد النظم الكفرية 
روحوا أنتم سنظل هنا مع كل المتع الأرضية 
فأتانا عقاب تخلفنا وفقا للسنن الكونية 
ووصلت إلى بلاد السكسون لأسألهم عن حرية 
فأجابوني: “سوري سوري نو حرية نو حرية” 
من أدراهم أني سوري ألأني أطلب حرية؟
وسألت المغتربين وقد أفزعني فقد الحرية 
هل منكم أحد يعرفها أو يعرف وصفا ومزية 
فأجاب القوم بآهات أيقظت هموما منسية 
لو رزقناها ما هاجرنا وتركنا الشمس الشرقية 
بل طالعنا معلومات في المخطوطات الأثرية 
أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية 
كانت تنمو بمدينتنا وتفوح على الإنسانية 
ترك الحراس رعايتها فرعتها الحمر الوحشية 
وسألت أديبا من بلدي هل تعرف معنى الحرية 
فأجاب بآهات حرى لا تسألنا نحن رعية 
وذهبت إلى صناع الرأي وأهل الصحف الدورية 
ووكالات وإذاعات ومحطات تلفازية 
وظننت بأني لن أعدم من يفهم معنى الحرية 
فإذا بالهرج قد استعلى وأقيمت سوق الحرية 
وخطيب طالب في شمم أن تلغى القيم الدينية 
وبمنع تداول أسماء ومفاهيم إسلامية 
وإباحة فجر وقمار وفعال الأمم اللوطية 
وتلاه امرأة مفزعة كسنام الإبل البختية 
وبصوت يقصف هدار بقنابلها العنقودية 
إن الحرية أن تشبع نار الرغبات الجنسية 
الحرية فعل سحاق ترعاه النظم الدولية 
هي حق الإجهاض عموما وإبادة قيم خلقية 
كي لا ينمو الإسلام ولا تأتي قنبلة بشرية 
هي خمر يجري وسفاح ونواد الرقص الليلية 
وأتى سيدهم مختتما نادي أبطال الحرية 
وتلى ما جاء الأمر به من دار الحكم المحمية 
أمر السلطان ومجلسه بقرارات تشريعية 
تقضي أن يقتل مليون وإبادة مدن الرجعية 
فليحفظ ربي مولانا ويديم ظلال الحرية 
فبمولانا وبحكمته ستصان حياض الحرية 
وهنالك أمر ملكي وبضوء الفتوى الشرعية 
يحمي الحرية من قوم راموا قتلا للحرية 
ويوجه أن تبنى سجون في الصحراء الإقليمية 
وبأن يستورد خبراء في ضبط خصوم الحرية 
يلغى في الدين سياسته وسياستنا لا دينية 
وليسجن من كان يعادي قيم الدنيا العلمانية 
أو قتلا يقطع دابرهم ويبيد الزمر السلفية 
حتى لا تبقى أطياف لجماعات إسلامية 
وكلام السيد راعينا هو عمدتنا الدستورية 
فوق القانون وفوق الحكم وفوق الفتوى الشرعية 
لا حرية لا حرية لجميع دعاة الرجعية 
لا حرية لا حرية أبدا لعدو الحرية 
ناديت أيا أهل الإعلام أهذا معنى الحرية؟ 
فأجابوني بإستهزاء وبصيحات هيستيرية 
الظن بأنك رجعي أو من أعداء الحرية 
وانشق الباب وداهمني رهط بثياب الجندية 
هذا لكما هذا ركلا ذياك بأخمص روسية 
اخرج خبر من تعرفهم من أعداء للحرية 
وذهبت بحالة إسعاف للمستشفى التنصيرية 
وأتت نحوي تمشي دلعا كطير الحجل البرية 
تسأل في صوت مغناج هل أنت جريح الحرية 
أن تطلبها فالبس هذا واسعد بنعيم الحرية 
الويل لك ما تعطيني أصليب يمنح حرية 
يا وكر الشرك ومصنعه في أمتنا الإسلامية 
فخرجت وجرحي مفتوح لأتابع أمر الحرية 
وقصدت منظمة الأمم ولجان العمل الدولية 
وسألت مجالس أمتهم والهيئات الإنسانية 
ميثاقكم يعني شيئا بحقوق البشر الفطرية 
أو أن هناك قرارات عن حد وشكل الحرية 
قالوا الحرية أشكال ولها أسس تفصيلية 
حسب البلدان وحسب الدين وحسب أساس الجنسية 
والتعديلات بأكملها والمعتقدات الحالية 
ديني الإسلام وكذا وطني وولدت بأرض عربية 
حريتكم حددناها بثلاث بنود أصلية 
فوق الخازوق لكم علم والحفل بيوم الحرية 
ونشيد يظهر أنكم أنهيتم شكل التبعية 
ووقفت بمحراب التاريخ لأسأله ما الحرية 
فأجاب بصوت مهدود يشكو أشكال الهمجية 
إن الحرية أن تحيا عبدا لله بكلية 
وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية 
لا حسب قوانين طغاة أو تشريعات أرضية 
وضعت كي تحمي ظلاما وتعيد القيم الوثنية 
الحرية ليست وثنا يغسل في الذكرى المئوية 
ليست فحشا ليست فجرا أو أزياء باريسية 
والحرية لا تعطيه هيئات الكفر الأممية 
ومحافل شرك وخداع من تصميم الماسونية 
هم سرقوها أفيعطوها؟ هذا جهل بالحرية 
الحرية لا تستجدي من سوق النقد الدولية 
والحرية لا تمنحها هيئات البر الخيرية 
الحرية نبت ينمو بدماء حرة وزكية 
تؤخذ قسرا تبنى صرحا يرعى بجهاد وحمية 
يعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحرية 
اسمع ما أملي يا ولدي وارويه لكل البشرية 
إن تغفل عن سيفك يوما فانس موضوع الحرية 
فغيابك عن يوم لقاء هو نصر للطاغوتية 
والخوف لضيعة أموال أو أملاك أو ذرية 
طعن يفري كبدا حرة ويمزق قلب الحرية 
إلا إن خانوا أو لانوا وأحبوا المتع الأرضية 
يرضون بمكس الذل ولم يعطوا مهرا للحرية 
لن يرفع فرعون رأسا إن كانت بالشعب بقية 
فجيوش الطاغوت الكبرى في وأد وقتل الحرية 
من صنع شعوب غافلة سمحت ببروز الهمجية 
حادت عن منهج خالقها لمناهج حكم وضعية 
واتبعت شرعة إبليس فكساها ذلا ودنية 
فقوى الطاغوت يساويها وجل تحيا فيه رعية 
لن يجمع في قلب أبدا إيمان مع جبن طوية