مقتضيات النصر من سورة الانفال
1- صفات المؤمنين محل النصر من الله
- الصفات الايمانية في بداية السورة ..
( انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله و جلت قلوبهم و اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا و على ربهم يتوكلون 2 الذين يقيمون الصلاه و مما رزقناهم ينفقون 3 اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم4 )
- صفات لها علاقة بالجهاد ...
( و الذين ءامنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله و الذين ءاووا و نصروا اولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة و رزق كريم74 )
و صفات المؤمنين كثيرة و في ايات كثيرة و سور متفرقه لكن تواجد تلك الايات خصيصا في سورة الانفال هو ما جعلني استنبط ان هؤلاء هم المؤمنون حقا المستحقون للنصر.
فمن صلاح القلب بذكر الله و تاثره باسماء الله و صفاته بمجرد ذكر الله و خوفه من صفات الجلال و العظمه له و ايناسه بصفات الجمال فلا خوف و لا رجاء الا من و الى الله ، الى تثبيت الايمان بتلاوة القران و تدبر معانيه، و انعكاس ذلك في سلوك الشخص بخروج الدنيا كلية من قلبه فاصبح يتوكل على الله حق توكله مع اخذ باسباب الحياة دون توكل عليها .
لذلك فالاية تتحدث عن هؤلاء الاشخاص الذين يتعلمون اصول الايمان و التوحيد ثم يتعلمون القران ثم يظهر لذك اثرعليهم و هم لا يكتفون بتلك العبادات القلبية من خوف ورجاء و توكل انما يفعلون ما يؤمرون به من اقامة الصلاة و الانفاق مما رزقهم الله.
اما الايات الاخرى ففيها معنيان مهمان هما:
الهجرة : و هي الهجرة من دار الكفر الى دار الايمان ، حتى يتمكن من الفرار بدينه و حتى لا يتعين عليه فعل ما على المواطن الكافر اذا ما اقيمت الحرب بين الدارين لان الصدام بين الحق و الباطل واقع لا محاله
و المعنى الاخر هو الجهاد لذلك فان تاخير الجهاد او تعطيله هو ظلم لكل مسلمي العصر الحديث ،
وهناك معنيان آخران هما ايواء و نصرة المؤمنين في كل انحاء الارض و هي تخصيص بعد تعميم للاهمية و التوكيد على المعنى.
2- حتى يتمكن المؤمنون من الجهاد
و حتى يتمكن المؤمنون من الجهاد فان سورة الانفال فيها من الاوامر التي لابد من فعلها اولا ..
1-تغيير الذات حتى نصبح هؤلاء المؤمنين حقا مستحقي النصر (ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم و ان الله سميع عليم 53)
2- اعداد الذات و المجتمع و اعداد العتاد و السلاح حتى نصبح قادرين على القتال (و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و اخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم و ما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم و انتم لا تظلمون 60 )
3- الدور الاعلامي والتعليمي و الدعوي في التحريض على الجهاد و بيان قدره و ازالة تلك الرواسب التى وضعها الاعلام و التعليم داخلنا و وضعه لقيم ليست بقيم الاسلام حول قيمة الجهاد و معنى الشهاده (يا ايها النبي حرض للمؤمنين على القتال ) من الاية65
4- ايضا الايمان بضرورة وجود توازن في القوى مع من تحاربه (الان خفف الله عنكم و علم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين و ان يكن منهم الف يغلبوا الفين باذن الله و الله مع الصابرين 66)
5- الاتحاد بين المسلمين على اساس عقدي ليس لشيء اخر (و اطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا ان الله مع الصابرين46 ) – ( و الف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا مالفت بين قلوبهم و لكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم 63 يا ايها النبي حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين 64 )
3-حتى يتمكن المؤمنون من الانتصار
1- ( يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار 15 ) و هنا معنى الثبات على الحق و الثبات في ارض ااالمعركه ال
المعركه لأنه قد خلقت السموات و الارض و ما بينهما بالحق و هذا الدين هو الحق فاذا هرب و زاغ اهل الحق عن معركتهم الاساسية ضد الباطل و اهله لم يعد للسموات و الارض قيمه بدون ذلك الحق المبين و تنتقل الارض التي نعيش فيها من تقتيل للارواح الى فساد في الذمم الى سيادة الشهوات و الاهواء على الانسان حتى يصبح كالانعام ليس له من الدنيا الا بطنه و فرجه .
2- ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه و انتم تسمعون 20) و يقصد هنا السمع و الطاعة للنبي كرسول لله او النبي كقائد معركه ..هكذا فان مقام الجندية في الاسلام هو احد مقتضيات النصر فالسمع و الطاعه فيما احل الله فقط يجعل القائد هو المسئول كل المسئوليه عن أمر القتال بينما اذا تعدد القاده تعددت المسئوليات كل منهم يحمل المسئولية للآخر
3- ( يا ايها الين امنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا ان الله يحول بين المرء و قلبه و انه اليه تحشرون24 ) هكذا الاستجابه لنداءات الله للذين آمنوا في القرآن هي حياة المؤمن ..لذلك كان القرآن حياه و كان البيت الذي
لا يقرأ فيه القرآن كالقبر ...هذا هو نظر المؤمن للقرآن بدونه يكون كالميت الذي لا حياة له و كذلك الاستجابه لتعاليم الرسول صلى الله عليه و سلم فهي حياة المؤمن و بدون السنه يصبح الشخص سقيم الفهم مبتدع يحاول ان يرضي الله بأمور لا يرضاها الله ويصبح الشخص و يمسي متتبعاً اهوائه و شهواته و افكاره السقيمه و قيمه المحدثه و كل ذلك سراب بقيعة .
و على المؤمن ان يعرف ان حب الله لابد ان يعلو عن اي حب و ان الشخص الذي يدخل الاسلام و يطمئن اليه يعلم ان محبة الله ستقع دائما في اشتباك مع حب الشهوات و حب الدنيا و لن تخرج منها منتصرةً الا بالاتباع لكلام الله و سنة النبي صلى الله عليه و سلم و تلك المحبه هي الباقيه لان المصير الى الله وحده .
4- (يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا اماناتكم و انتم تعلمون 27) و الابتعاد عن اوامر الله و الرسول و الوقع في نواهيهما هي خيانه لهما و خيانة للامانه التي حملها الانسان و قدأبت السموات و الارض ان يحملنها و هي امانة الاختيار لا الاجبار .....و كذلك الامانه قد تكون أن يوسد الامر لاهله و ان يكون كل شخص على قدر المسئولية التي وضع فيها كالطبيب الذي لا بد أن يذاكر و يتعلم و يتمرن من اجل ان يكون اهلا لتلك المهمه كذلك المعلم و المهندس و الجندي فتلك الامانه يحاسبنا الله عليها حسابا شديداً
5- ( يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا و يكفر عنكم سيئاتكم و يغفر لكم و الله ذو الفضل العظيم 29) و تقوى الله لها أثر كبير في الحياة الدنيا بأن يجعل الله بها فرقانا بين الحق وا لباطل و بين الصحو الخطأ فيصبح الانسان التقي و لديه بصيره و فراسة و تلك من فضل الله عليه أما الاثر في الاخره فهو تكفير السيئات و غفران الذنوب و ذلك ايضاً فضل من الله و نعمه
6-( يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون45 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق