الأربعاء، 5 أكتوبر 2011


مقتضيات النصر من  سورة الانفال
1-    صفات المؤمنين محل النصر من الله
-          الصفات الايمانية في بداية السورة ..
( انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله و جلت قلوبهم  و  اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا و على ربهم يتوكلون 2 الذين يقيمون الصلاه و مما رزقناهم ينفقون 3 اولئك هم المؤمنون حقا  لهم درجات عند    ربهم و مغفرة و رزق كريم4 )
-          صفات لها علاقة بالجهاد ... 
( و الذين ءامنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله  و الذين ءاووا و نصروا اولئك هم المؤمنون حقا  لهم مغفرة و رزق كريم74 )
و صفات  المؤمنين كثيرة و في ايات كثيرة و سور متفرقه  لكن تواجد تلك الايات خصيصا  في سورة الانفال هو ما جعلني استنبط ان هؤلاء هم المؤمنون حقا المستحقون للنصر.

 فمن صلاح القلب بذكر الله  و تاثره باسماء الله و صفاته بمجرد ذكر الله و خوفه من صفات الجلال و العظمه له و ايناسه بصفات الجمال فلا خوف و لا رجاء الا من و الى الله  ، الى تثبيت الايمان بتلاوة القران و تدبر معانيه، و انعكاس ذلك في سلوك الشخص بخروج الدنيا كلية من قلبه فاصبح يتوكل على الله حق توكله مع اخذ باسباب الحياة دون توكل عليها .

 لذلك فالاية تتحدث عن هؤلاء الاشخاص الذين يتعلمون اصول الايمان و التوحيد  ثم يتعلمون القران ثم يظهر لذك اثرعليهم و هم لا يكتفون بتلك العبادات القلبية من خوف ورجاء و توكل انما يفعلون ما يؤمرون به من اقامة الصلاة و الانفاق مما رزقهم الله.
 اما الايات الاخرى  ففيها معنيان مهمان هما:
 الهجرة :  و هي الهجرة من دار الكفر الى دار الايمان  ، حتى يتمكن من الفرار بدينه  و حتى لا يتعين عليه فعل ما على المواطن الكافر اذا  ما اقيمت الحرب بين الدارين لان الصدام بين الحق و الباطل واقع لا محاله 
 و المعنى الاخر هو الجهاد لذلك فان تاخير الجهاد او تعطيله هو ظلم لكل مسلمي العصر الحديث  ،
وهناك  معنيان آخران  هما ايواء و نصرة المؤمنين في كل انحاء الارض و هي تخصيص بعد تعميم للاهمية و التوكيد على المعنى.
2- حتى يتمكن المؤمنون من الجهاد
و حتى يتمكن المؤمنون من الجهاد فان سورة الانفال فيها من الاوامر التي لابد من فعلها اولا ..
1-تغيير الذات حتى نصبح هؤلاء المؤمنين حقا مستحقي النصر (ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم و ان الله سميع عليم 53)
2- اعداد الذات و المجتمع و اعداد العتاد و السلاح  حتى نصبح قادرين  على القتال (و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و اخرين من دونهم لا تعلمونهم  الله يعلمهم و ما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم و انتم لا تظلمون 60 )
3- الدور الاعلامي والتعليمي و الدعوي في التحريض  على الجهاد و بيان قدره و ازالة تلك الرواسب التى وضعها الاعلام و التعليم داخلنا و وضعه لقيم ليست بقيم الاسلام حول قيمة الجهاد و معنى الشهاده  (يا ايها النبي حرض للمؤمنين على القتال ) من الاية65
4- ايضا الايمان بضرورة وجود توازن في القوى مع من تحاربه  (الان خفف الله عنكم و علم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين و ان يكن منهم الف يغلبوا الفين باذن الله و الله مع الصابرين 66)
5- الاتحاد بين المسلمين على اساس عقدي  ليس لشيء اخر  (و اطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و اصبروا ان الله مع الصابرين46  )( و الف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا مالفت بين قلوبهم و لكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم 63 يا ايها النبي حسبك الله و من اتبعك من المؤمنين 64 )

 3-حتى يتمكن المؤمنون من الانتصار
1-  ( يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا  فلا تولوهم الادبار  15 ) و هنا معنى الثبات على الحق و الثبات في ارض ااالمعركه  ال
المعركه لأنه قد خلقت السموات و الارض و ما بينهما بالحق و هذا الدين هو الحق فاذا هرب و زاغ اهل الحق عن معركتهم الاساسية ضد الباطل و اهله  لم يعد للسموات و الارض قيمه بدون ذلك الحق المبين و تنتقل الارض التي نعيش فيها من تقتيل للارواح الى فساد في الذمم الى سيادة الشهوات و الاهواء على الانسان حتى يصبح كالانعام ليس له من الدنيا الا بطنه و فرجه .
2- ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله و رسوله و لا تولوا عنه و انتم تسمعون 20)  و يقصد هنا السمع و الطاعة للنبي كرسول لله او النبي كقائد معركه ..هكذا فان مقام الجندية في الاسلام  هو احد مقتضيات النصر فالسمع و الطاعه فيما احل الله فقط  يجعل القائد هو المسئول كل المسئوليه عن أمر القتال  بينما اذا تعدد القاده تعددت المسئوليات كل منهم يحمل المسئولية للآخر
3- ( يا ايها الين امنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا ان الله يحول بين المرء و قلبه و انه اليه تحشرون24 ) هكذا الاستجابه لنداءات الله  للذين آمنوا في القرآن  هي حياة المؤمن ..لذلك كان القرآن حياه و كان البيت الذي
 لا يقرأ فيه القرآن كالقبر ...هذا هو نظر المؤمن للقرآن بدونه يكون كالميت الذي لا حياة له  و كذلك الاستجابه لتعاليم الرسول صلى الله عليه و سلم  فهي حياة المؤمن و بدون السنه يصبح الشخص سقيم الفهم مبتدع يحاول ان يرضي الله بأمور لا يرضاها  الله  ويصبح الشخص و يمسي متتبعاً اهوائه  و شهواته و افكاره السقيمه و قيمه المحدثه  و كل ذلك سراب بقيعة .
و على المؤمن ان يعرف ان حب الله لابد ان يعلو عن اي حب و ان الشخص الذي يدخل الاسلام و يطمئن اليه يعلم ان محبة الله ستقع دائما في اشتباك مع حب الشهوات و حب الدنيا  و لن تخرج منها منتصرةً الا بالاتباع لكلام الله و سنة النبي صلى الله عليه و سلم و تلك المحبه هي الباقيه لان المصير الى الله وحده .
4- (يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله و الرسول  و تخونوا اماناتكم و انتم تعلمون 27) و الابتعاد عن اوامر الله  و الرسول و الوقع في نواهيهما هي خيانه لهما و خيانة للامانه التي حملها الانسان و قدأبت السموات و الارض ان يحملنها  و هي امانة الاختيار لا الاجبار .....و كذلك الامانه قد تكون أن يوسد الامر لاهله و ان يكون كل شخص  على قدر المسئولية التي وضع فيها  كالطبيب الذي لا بد أن يذاكر و يتعلم و يتمرن من اجل ان يكون اهلا لتلك المهمه كذلك المعلم و المهندس و الجندي فتلك الامانه يحاسبنا الله عليها حسابا شديداً

5- ( يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم  فرقانا و يكفر عنكم سيئاتكم  و يغفر لكم و الله ذو الفضل العظيم 29) و تقوى الله لها أثر كبير في الحياة الدنيا بأن يجعل الله بها فرقانا بين الحق وا لباطل  و بين الصحو الخطأ فيصبح الانسان التقي  و لديه بصيره و فراسة و تلك من فضل الله عليه أما الاثر في الاخره فهو تكفير السيئات و غفران الذنوب و ذلك ايضاً فضل من الله و نعمه
6-( يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون45 )